تحميل كتاب تَعْلومُهم – نظرة في تعليم الدول العشر الأوائل في مجال التعليم عبر تعليمهم الأساسي pdf لـ عزام بن محمد الدخيل

 

d56de 1848عنوان الكتاب:  تَعْلومُهم – نظرة في تعليم الدول العشر الأوائل في مجال التعليم عبر تعليمهم الأساسي

 

المؤلف: عزام بن محمد الدخيل 

المترجم / المحقق: غير موجود


الناشر: الدار العربية للعلوم ناشرون


الطبعة: الرابعة 1436 هـ / 1436 هـ 


عدد الصفحات: 404



حول الكتاب:

على مدى سنوات احتلت التربية والتعليم الحيز الأكبر من فكري واهتماماتي ومطالعات، فكتبت عن التعليم الكثير في مدوناتي، ولا سيما عن التعليم في دول العالم المتقدم، وإصلاحاته ومبادراته وتطبيقاته الناجحة؛ لمعرفتي بأهمية التعليم في تطور تلك البلاد وتقدمها وتحضرها..
  وقد طلب مني بعض الأصدقاء أن أجمع ما كتبته عن التعليم من أفكار ومعلومات وفوائد نثرتها على صفحات التواصل الاجتماعي وعبر موقعي الشخصي ودوناتي؛ لتكون مرجعا مجموعا في كتاب، يسهل على الراغبين والمهتمين الوصول إليه، والاستفادة منه، فيعم خيره، وتنتشر فائدته، ولا سيما لدى القراء الأعزاء الذين عزفوا عن متابعة وسائل التواصل الاجتماعي، أو الذين ما زال الكتاب مصدرهم الأول، وربما الأوحد لتلقي المعرفة.
  ونزولا عند هذه الرغبة أقدم للقراء الأعزاء كتابي ((تَعْلومُهم)) عن ملامح التعليم في الدول العشر الأوائل في العالم في مجال التعليم، وذلك عبر تعليمهم الأساسي، بعد أن قمت بتنقيح ما كتبته في صفحات التواصل الاجتماعي، وأضفت إليه ما استجد من معلومات وإحصائيات ومقالات ترجمتها؛ لتغني الموضوع، ومن ثم يكون مناسباً للنشر في كتاب.
   وليس مقصدي في هذا الكتاب استقصاء جميع تجارب دول العالم المتقدم في مجال التربية والتعليم، فعالم التربية والتعليم عالم متجدد متطور في كل يوم في أفكاره وتجاربه وممارساته. ولم يكن قصدي أيضا استقصاء تفاصيل التجربة التربوية والتعليمية في هذا البلد أو ذاك، وإنما هي لمحات تعليمية وتربوية وأفكار وصور وتطبيقات استوقفتني، ولفتت انتباهي في تجارب الدول المتقدمة في مجال التربية والتعليم فدونتها؛ لتكون مثالا يحتذى؛ ربما في فكرة ما، أو ممارسة يمكننا استنباتها، وتطبيقها بما يتوافق مع قيمنا وثقافتنا؛ إذ إنه لا توجد تجربة تعليمية جاهزة ((تُعد وصفة سحرية أو صحية)) قابلة للاستنساخ بكامل مقوماتها، فالتجارب التعليمية الناجحة إنما تستند إلى كم هائل من التراكم الحضاري والفكري والثقافي للدول، وتسهم في بنائها كثير من العوامل والظروف والبيئات الحاضنة، التي ترعاها، وتحيط بها، وتسهم في نمائها. فما كان ناجحاً في بيئة أو زمن ما قد لا يكون ناجحا في زمن أو بيئة أخرى، وإن تشابهت الظروف أو تقارب الزمان أو المكان؛ نظراً لخصوصية التجربة، وخصوصية عناصرها الثقافية والتاريخية والحضارية والاجتماعية والتربوية التي أسهمت في تشكيلها وبلورتها، ومن ثم نجاحها.
    إن دراسة أي تجربة تنموية بغية تطبيقها الحرفي أو استنساخها إنما هو ضربٌ من العبث التنظيري، والخطأ الفكري والمنهجي. إنما تدرس التجارب التربوية والتعليمية بهدف تحفيز التساؤل، وإثارة الانتباه؛ لتوليد جذوة الانطلاقة الذاتية، بما يتواءم مع موروثنا القيمي والحضاري والثقافي، ويتناسب معه.
    فالمقصود إذن هو ان نستلهم روح التجارب التربوية والتعليمية في دول العالم المتقدم، وأن نستفيد من ملامحها وأفكارها ومقوماتها وتطبيقاتها الناجحة؛ للخلاص من روح التخلف والجهل، الذي يأخذنا بعيداً عن ركب الحضارة والتقدم.
    إن من أهم ما يميز التجربة اليابانية مثلاً في مجال التعليم هو عدم شعورهم بالاستعلاء تجاه ثقافة غيرهم الذين هم في حاجة إليها، فاستفادوا من أنظمة التعليم في العالم المتقَّدم، وطعَّموها بنكهةِ ثقافيةٍ من قيمِ الانضباط المتأصل والقائم لديهم، حتى فاقوا تلك الدول التي استفادوا منها ! فجاؤوا رابعاً على مستوى التعليم في العالم بحسب تقرير بيرسون عن الدول الأعلى في العالم في المهارات المعرفية والتحصيل العلمي لعام 2012، الذي أخذ في الحسبان العوامل الرئيسية المؤثرة في العملية التربوية والتعليمية كمعدُّل الإنفاق على الطالب، والناتج الإجمالي المحلي، ومعدلات التخرج وغيرها.. الذي نتخذه دليلاً في ترتيب الدول العشر الأولى في مجال التعليم على مستوى العالم، التي ستكون محور حديثنا في هذا الكتاب.
     جرى التركيز في كتابنا هذا على التعليم الأساسي فقط في تلك الدول، ويشمل ذلك المرحلة التمهيدية والابتدائية والإعدادية والثانوية، ولم أتطرق فيه إلى التعليم العالي إلا عَرضًا؛ إذ يحتاج التعليم العالي وحده إلى دراسة خاصة موسعة؛ لما فيه من تنوع وتفرع وتوسع، ولكون التعليم ما قبل الجامعي هو الذي يشغل الحّيزَ الأكبر من الاهتمام والمتابعة؛ ففيه تكمن التربية، وفيه يكمن التعليم، ومنه تكون الانطلاقة، فهو الذي يؤسس لما بعده إيجاباً وسلباً.
   وقد حاولت أن تكون مراجعي التي عُدتُ إليها ومصادري متاحةً على الشبكة العنكبوتية؛ لتكون في متناول الجميع، لمن أراد التوسع أو الاستزادة في البحث والاطلاع.
    ختاما أرجو أن أكون قد وُفقتُ في إثارة الفضول المحفَّز لدى كل مهتم بالتربية والتعليم على الابتكار والإنجاز والإبداع، في مجال أعتقد أنه الأهم في صناعة الحضارة والنهضة.
 
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *