تحميل كتاب جزيرة جربة في موكب التاريخ pdf

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على أشرف المخلوقات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
يسرني أيها القارئ الكريم أن أقدم إليك كتاب ” جزيرة جربة في موكب التاريخ” للوالد يوسف بن أمحمد الباروني رحمه الله.
أقدمت على هذا العمل رغبة في نشر ما جمعه والدي رحمه الله وسهر من أجله الليالي منكبا على مكتبه باحثا بين رفوف مكتبة الأجداد ومتنقلا بين مواطن الإباضية بكل من ليبيا والجزائر وسلطنة عمان، وتنفيذا لوصيته الغالية التي أوصاني بها وهو يحتضر بأنه ترك كل ما كتبه أمانة في عنقي حتى أتولى إخراجه من حيز المخطوطات إلى نور المطبوعات.
شعرت من واجبي أن أتمم ما بدأه والدي وأحقق أمنيته في طبع ما كتبه على مرحلتين:
-1 ) الحلقة الأولى: الحياة السياسية والاجتماعية بجربة .
استعرض فيه المؤلف تاريخ جزيرة جربة من العهد الفينيقي باختصار، مركزا على العهد الإسلامي خاصة إلى عهد الدولة الحسينية وانتصاب الحماية الفرنسية على البلاد التونسية. ذكر الأحداث التي هزت شمال إفريقيا ولحقت أهل جزيرة جربة نتيجة الصراع الدائر بحوض البحر الأبيض المتوسط.
-2 ) الحلقة الثانية: الحياة الثقافية بجربة.
استعرض المؤلف في هذه الحلقة الحياة الثقافية بالجزيرة وأبرز فيها مساهمة أبناء جربة في البحث العلمي وتأثرهم بالثقافة العربية الإسلامية،
فترجم لمجموعة من علماء الجزيرة وعرّف ببعض المدارس العلمية التي انتشرت بعديد المساجد، انطلاقا من أواخر القرن الثالث إلى بداية القرن الرابع عشر الهجري.
اعتمدت في تحقيق الكتاب على نسختين الأولى خطية بخط المؤلف رحمه الله والثانية مرقونة. حاولت أن أقابل بين النسختين ما استطعت وأثبّت النص صحيحا في الصياغة وسلامة المعنى ومراجعة تواريخ الأحداث بالرجوع
إلى المصادر التي اعتمدها في بحثه حتى يخرج الكتاب سليما من ضعف الأسلوب أو خلل في التعبير. فان قصر قلمي على بلوغ مرادي فإني أعتذر للقارئ الكريم وأستغفر الله من كل خطأ وزلل وأعتقد أن ما قدمته سيكون
خطوة أولى تتبعها خطوات يقوم بها رجال الفكر والثقافة المولعين بالبحث لإحياء تراثنا وإبراز معالم شخصيتنا وربط حاضرنا المشرق بماضينا المجيد، ولعلها تكون مساهمة متواضعة منه في إثراء نهضتنا الثقافية ودفع مسيرتها إلى الأمام.
و لا أنسى أن أقدم الشكر والثناء للأستاذ الدكتور فرحات الجعبيري الذي لم يبخل بأي جهد، فأسهم في إخراج الكتاب بما قدمه لي من توجيهات وخدمات كانت بمثابة المشعل الهادي. جزاه الله كل خير .