كتاب أولاد حارتنا – رواية لـ نجيب محفوظ

<strong>حول الكتاب </strong>
أولاد حارتنا أول كتابات محفوظ بعد ثورة يوليو ففي عام 1952، يختلف هذا العمل كلياً عن أعماله السابقة فكان بمثابة نظرة كونية إنسانية تمتاز بالرمزية حيث حاول أن يسرد قصص الأنبياء بشكل لا يخلو من خلفيته الاجتماعية وما كانوا يسعون إلى تحقيقه من الخير والعدالة والسعادة، ناهيك عن إبراز مساوئ المجتمعات والقيم السماوية والإنسانية التي يتوق العالم إليها .
تدور رواية أولاد حارتنا في إطار الرواية الواقعية، فهي تدور في أحياء القاهرة المختلفة والبطل هنا هو عزبة الجبلاوي … وتمتلئ هذه العزبة بالأولاد (الأنبياء) وما يدور بينهم داخل البيت الكبير (السماء أو العرش).
تعتبر أولاد حارتنا من الروايات التي ثار حولها جدل لم يثر مثله حول رواية عربية معاصرة. أحد جوانب هذا الجدل كان يثور. ولا يزال حول ما إذا كان نجيب محفوظ يرمز بشخصيات روايته إلى الله تبارك وتعالى وللأنبياء عليهم الصلاة والسلام. ومسألة الصراع المفتعل بين العلم والدين وهى مسألة أجنبية عن ثقافتنا العربية والإسلامية. والرمز كله يحتمل التأويل. وما كان محتملاً للتأويل يجب حمله على أحسن وجوهه. وقد قال محفوظ نفسه إن الرواية تصور حارة مصرية تماماً ووقفاً قديماً لصالح أبناء الحارة يتصارع عليه فريقان أحدهما شرير والآخر طيب. والسؤال الذى كان يحاول توجيهه إلى حكام مصر من رجال الثورة هو: “”مع أي فريق أنتم؟”” وقال محفوظ في هذا السياق الأمر الذى لاشك فيه أننى فى حياتى لم يأت إلى شك فى الله. وإذا كنت قد بدأت أفهم الدين فهماً خاصاً فى وقت المراهقة. فإننى قد فهمت الإسلام على حقيقته تماماً بعد ذلك. بل أعتقد جازماً وحازماً أنه لا نهضة حقيقية فى بلد إسلامى إلا من خلال الإسلام””. وإذا كان هذا هو كلام محفوظ فلتمض المعركة الأدبية فى طريقها إلى منتهاها أو لتستمر إلى غير نهاية. لكن إيمان الكاتب، ورمز الرواية إلى الله سبحانه وتعالى وإلى رسوله، قطعت فيها جهيزة قول كل خطيب. فليقرأ القارىء كيف يشاء وليفهم كيف يشاء، ولكنه مطالب ألا يكذِب رجلاً مسلماً أفضى إلى الله تبارك وتعالى بما قدم. وقد قدم للغته وثقافته خيراً كثيراً نرجو أن يجزيه الله به خيراً. محمد سليم العوَا الأمين العام للإتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *