تحميل كتاب مباهج الفلسفة – ج.2 Pdf لـ ول ديورانت

تحميل كتاب مباهج الفلسفة - ج.1
ليس هذا بكتاب أكاديمي متخصص في الفلسفة؛ بل كتاب موسوعي في الفلسفة؛ لا يسعى إلى البرهنة على قضية معينة من قضاياها ولا إلى تقديم رؤية فلسفية لموضوع محدد؛ وإنما يسعى إلى ارتياد كل الآفاق الرحبة من مجالات المعرفة الإنسانية التي يمكن للفلسفة أن ترتادها؛ ولذلك فإنه يتسع بحيث يمكن أن يشغل اهتمام المتخصصين في الفلسفة؛ مثلما يشغل اهتمام غيرهم من المشتغلين بسائر مجالات المعرفة الإنسانية. كما أن مؤلف هذا الكتاب ليس فيلسوفا بالمعنى التقليدي المتعارف عليه؛ أعني أنه ليس صاحب مذهب أو اتجاه فلسفي معين يُنسب إليه؛ ويشار إليه بالبنان؛ كما عهدنا ذلك في الفلاسفة على كثرتهم واختلاف اتجاهاتهم ومذاهبهم؛ ولكنه مؤرخ للفلسفة في المقام الأول؛ وإن كنا نعده مؤرخا من طراز خاص رفيع؛ فهو ليس مجرد مؤرخ للفلسفة يرصد أفكارها ويحللها؛ ويكشف عن مصادرها وصلتها بسياق عصرها وتطورها وتأثيرها في عصور تالية؛ كما هو الحال- على سبيل المثال- لدى مؤرخ الفلسفة الشهير فريدريك كوبلستون وإنما هو مؤرخ للفلسفة مفتون بها؛ ولذلك فهو لا يقنع بمجرد رصد الوقائع المستمدة من دراسة تاريخ الأفكار وتطورها، ومن المشاهدات الخصبة

للأحداث والظواهر والطبائع التي يجدها المؤرخ في حياة الشعوب والأمم والحضارات التي يدرسها ويعاينها بنفسه في رحلاته حول العالم؛ بل نراه مفتونا بما درسه وشاهده وعاينه؛ فراح يتأمله ليتفهم معناه. ويستبصر مغزاه؛ ويدلي برأيه فيه.

وبعبارة أخرى يمكننا القول بأننا إزاء مؤرخ فيلسوف؛ وإن كانت فلسفته لا تتمثل في مذهب أو اتجاه فلسفي معين. وإنما تتمثل في رؤيته لمهمة الفلسفة ذاتها ودورها الذي يمكن أن تضطلع به في حياتنا. ذلك هو ول ديورانت الذي عرفه القارئ العربي منذ أكثر من نصف قرن، ولا يزال يذكره إلى الآن من خلال كتاباته الشهيرة المترجمة إلى العربية من قبيل: “قصة الفلسفة ” و “قصة الحضارة”.

إن المؤلف في هذا الكتاب مشغول بتصوير رؤية الفلسفة ذاتها للحياة؛ فالفلسفة عنده ليست مجرد تصورات ومصطلحات ومفاهيم عويصة تشغلنا عن وقائع الحياة ذاتها، وإنما هي فلسفة تحاول أن تفهم الحياة التي نعيشها؛ وأن تكشف عن سائر المشكلات الإنسانية؛ لتتبين وجه الحق فيهاء وذلك من خلال لغة سهلة سلسة متاحة لفهم القارئ العادي. والواقع أن الدافع وراء تأليف هذا الكتاب الموسوعي- كما نلمس ذلك من مقدمة المؤلف نفسه- إنما هو ذلك التغير المتسارع والمروع الذي زعزع حياة الإنسان المعاصر على نحو غير مسبوق؛ وهدد منظومة قيمه المستقرة؛ سواء في مجال المعتقدات العقلية أو الدينية أو الأخلاقية أو الفنية أو السياسية: ومن ذلك- على سبيل المثال- التغير الذي لحق بطبيعة الحياة في تحولها من القرية إلى المدينة الصناعية؛ وهو التغير الذي أدى إلى ارتفاع شأن العلم على حساب مكانة الفن ودوره في حياتنا. ومن ذلك أيضا التغير ‏والاضطراب الذي طرأ على منظومة الحياة الأخلاقية بوجه خاص؛ سواء فيما يتعلق بالمبادئ الأخلاقية ذاتها أو فيما يتعلق بشؤون التربية الأخلاقية ومعنى الأسرة ودور المرأة ومعنى الحب والجنس والسعادة.. إلخ

ويل ديورانت (1885-1981 )
ويل ديورانت
“ويليام جيمس ديورانت ‏ فيلسوف، مؤرخ وكاتب أمريكي من أشهر مؤلفاته كتاب قصة الحضارة والذي شاركته زوجته أريل ديورانت في تأليفه.”

تحميل الكتاب قراءة الكتاب  مناقشة الكتاب 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *