تحميل كتاب ما بعد الليبرالية : دراسات في الفكر السياسي Pdf لـ جون جراي

<strong> تحميل كتاب ما بعد الليبرالية : دراسات في الفكر السياسي Pdf  </strong>
يستمد كتاب ما بعد الليبرالية أهميته من أمرين، الأول : شخصية مؤلفه، هذا الكاتب هو أستاذ الفكر الأوروبي في مدرسة لندن للإقتصاد، وكان قبل قبل ذلك أستاذا للسياسة وزميلا في الكلية اليومية في جامعة أكسفورد البريطانية الشهيرة. ولا يعد جون جراي مجرد أكاديمي بارز وواحد من كبار المتخصصين في الفكر الأوروبي الحديث والمعاصر، ولكنه يعتبر في نظر الكثيرين واحدا من كبار الفلاسفة والمنظرين المعاصرين للسياسة.

   أما موضوع الكتاب فتنبع أهميته من ارتباطه المباشر والوثيق بالجدل الدائر حول مستقبل الأفكار والنظم السياسية خاصة بعد سقوط وانهيار المعسكر الاشتراكي، ثم الاتحاد السوفييتي ذاته، فبينما رأى البعض في هذا السقوط دلالة وبرهانا على أن الليبرالية والحداثة بمفهومهما الغربي والتقليدي في طريقهما إلى الانتصار النهائي والكامل، رأى أخرون أن التحولات السياسية الكبرى في التاريخ البشري لا يمكن أن تعالج بمثل هذه الخفة والبساطة، وأن سقوط الاتحاد السوفييتي ليس سوى تجسيد لمجموعة من التناقضات عبرت عنها مرحلة معينة من مراحل التطور الإنساني سوف تتلوها بالضرورة مراحل أخرى تنطوي على تناقضات جديدة.

 وانطلاقا من هذه الرؤية يمكن اعتبار هذا الكتاب إسهاما بشكل أو بأخر في هذا الجدل، وفصلا مهما من فصوله.

<strong>جون جراي (17 أفريل 1948 ) </strong>
جون جراي
“جون غرايJohn Gray ، فيلسوفٌ سياسيٌّ وُلد في بريطانيا عام 1948، وهو من المشتغلين في كتاباتهم بالفلسفة التحليلية وبتاريخ الأفكار. عمل قري أستاذًا للفكر الأوروبي بكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، واشتهر في العقدين الأخيرين بسبب تأليفه مجموعة من الكتب التي أثارت جدلاً واسعًا، خاصةً كتابه، Straw Dogs، “كلاب من قش”، الذي وجد احتفاءً كبيرًا وسط كبار مراجعي الكتب، لدى الصحف الغربية الرئيسة. كتب “جورج والدن” عن ذلك الكتاب في صحيفة “الديلي تلغراف” ما نصه: “ليس هناك شيءٌ يمكن أن يدفع بك إلى التفكير، مثلما يفعل هذا الكتاب”. وكتب عنه “جي بالارد”، في صحيفة “الغارديان” البريطانية: “إنه كتاب يتحدى كل افتراضاتنا عن ما يجعل الانسان انسانًا”. وكتب عنه “ويل سلف”، في صحيفة “الإندبندنت” البريطانية: “بعد أن تقرأ هذا الكتاب ستجد أن كل شيء يبقى تمامًا كما هو ــــــ ولكنه يبدو مختلفًا جدًا، وهذا مزعج”. أعقب جون غراي كتابه “كلاب من قش” ببعض الكتب التي لاقت رواجًا كبيرًا. من بينها كتابه الذي صدر عام 2013، بعنوان: “صمت الحيوانات: حول التقدم والخرافات الأخرى للحداثة”، The Silence of Animals: On Progress and other Modern Myths. وهو الكتاب الذي سأركز عليه في عرض أفكاره في هذه الورقة، مع استصحاب شواهد من كتابه الآخر “كلاب من قش” Straw Dogs، الذي صدر عام 2003. صدر الكتابان عن دار فارار وستراوس وجيرو بنيويورك.

عمل جون غراي، عقب تقاعده عن التدريس، مراجعًا رئيسًا للكتب لكلٍ من صحيفة “الغارديان” البريطانية، والملحق الأدبي لصحيفة “التايمز”، وكذلك لمجلة “نيوستيتسمان”. جاءت جميع مؤلفات جون غراي ملفتةً للنظر، بسبب قدرتها الكبيرة على زلزلة القناعات السائدة حول فهم الانسان للكون وطبيعة علاقته به، وفهمه لنفسه، وعلاقته بأخيه الانسان. فجون غراي ينتقد العلمانية الإنسانوية بنفس القدر الذي ينتقد به الأديان. وتتمحور أفكار غراي في منحاها النقدي حول ما تسميه أدبيات الحداثة “حتمية التقدم”. يرى غراي أن فكرة “التقدم” في الأصل فكرة دينية، مسيحية وأنها مجرد خرافة ورثتها عنها العلمانية الإنسانوية زاعمةً أنها فكرة علمية.
من كتب جون غراي الأخرى، التي لقيت إعجابًا لدى المفكرين والاقتصاديين والسياسيين وعامة الجمهور، كتابه المسمى، False Dawn: The Delusions of Global Capitalism، “الفجر الكاذب: ضلالات الرأسمالية المعولمة”، الذي صدر في عام (1998). ومن بين كتبه التي استرعت الانتباه أيضًا، كتابه المسمى: Black Mass: Apocalyptic Religion and the Death of Utopia ، “الكتلة السوداء: ديّانةُ القيامة وموت اليوتوبيا”، وقد صدر هذا الكتاب عام (2007). أما كتابه الأخير الذي تستعرضه هذه الورقة، المسمى: “صمت الحيوانات: حول التقدم وغيره من خرافات الحداثة”، فيلخص رؤية غراي لعجز البشر المستمر عن تحقيق الحالة الانسانية المنشودة التي طالما تصوروها، وعن الشقة التي تبقى شبه ثابتة، بين عالم الأفكار والتصورات والحلم بحالة انسانية أفضل، وبين ما عليه حقيقة أفعال الناس في الواقع. ويمكن القول إن خيطًا واحدًا يربط كل مؤلفات جون غراي، وهو أن حلم التقدم؛ أي تجاوز الانسان حالة الوحشية إلى حالة الإنسية، إنما هو وهمٌ، أكثر من كونه حقيقة.
من “كلاب من قش” إلى “صمت الحيوانات

تحميل الكتاب قراءة الكتاب  مناقشة الكتاب 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *