تحميل كتاب الإنسان القانوني : بحث في وظيفة القانون الأنثروبولوجية pdf لـ ألان سوبيو

حول الكتاب
أن نجعل كل واحد منا “إنساناً قانونياً”، هو الأسلوب الغربي في ربط البعدين البيولوجي والرمزي اللذين يكوّنان الإنسان، إن القانون يربط لا محدودية عالمنا الذهني بتناهي تجربتنا المادية؛ وفي هذا الصدد، هو يؤدي لدينا وظيفة أنثروبولوجية تُعنى بتأسيس العقل.
إن إنكار وظيفة القانون الإنتروبولوجية، بإسم واقعة بيولوجية أو سياسية أو إقتصادية مزعومة، لهو القاسم المشترك بين كل المحاولات الشمولية.

ويبدو أن هذا الدرس قد نسيه رجال القانون الذين يدعمون القول بأن الشخصية القانونية هي عارض خالص لا علاقة له بالإنسان المحسوس؛ وإعتبار الشخصية القانونية حادثاً مصطنعاً فذلك أمر لا يقبل الشك، ولكن في العالم الرمزي الذي يميز الإنسان، كل شيء مصطنع.

ومن المؤكد، أن الشخصية القانونية ليست حدثاً طبيعياً، إنها مظهر من مظاهر تمثل الإنسان الذي يتلمس وحدة جسمه وروحه ويمنع من أن يختزل في كيانه البيولوجي أو الذهني، لذا أعرب الناس بعد زوال هول النازية عن الحاجة إلى ضمان الشخصية القانونية لكل إنسان إينما كان، وهذا المنع هو الذي يقصده أولئك الذين يسعون اليوم لتجريد الذات القانونية من أهليتها قصد منهم الكائن البشري كمجرد وحدة حساب والتعامل معه كقطيع أو كتجريد خالص، والأمر سيّان…

ضمن هذه الرواية يأتي هذا البحث في وظيفة القانون الإنثروبولوجية الذي جمع جهد صاحبه بين المقدرة على تشخيص مياسم القول التقعيدي، والدقة في رصد مرجعيات الخطاب القانوني معتمداً في هذا الحيّز من التحقيقات المفاهيمة على المنهج الأنثروبولوجي، وهو مقاربة تقتفي أسس النماذج التنظيمية والوسائل التي تعتمدها لتحقيق إحترامها وإستبطانها من قبل الأفراد والمجموعات.

وإستناداً إلى ذلك، جعل آلان سوبيو الخيط الناظم لتآملاته طرحاً مفاده “أنه من الخطأ إختزال (القانون)، مثلما تنزع إليه اليوم، في “تقنية خالصة” من كل دلاله، وجاء تفصيل ذلك في محورين مثلاً مادة هذا الكتاب، فخصص المحور الأول لإستقراء ملامح “الدغمائية القانونية ومعتقداتنا التأسيسية”، حيث سعى المؤلف في هذا الصدد إلى تفعيل الوعي لدى القارئ بأن الإنسان “لا يولد عقلانياً بل يصبح كذلك بإمتلاكه معنى” يتقاسمه مع الآخرين.

وهكذا يبدو أن كل مجتمع هو معلّم العقل على طريقته، فحبكة ما نسميه “مجتمعاً” نُسجت بواسطة علاقات قولية تربط الناس بعضهم ببعضّ، وفي المحور الثاني وقف الباحث على ما منح القانون ميزته الكبرى، والمقصود بذلك “وظيفة المنح” وما يرتبط بها من “مصادر تأويلّ لإرث القواعد الضخم”.

نبذة الناشر:
يُعتبر التوق إلى الحرية، في الأحوال كلها، معطى أنثروبولوجياً أساسياً لأن تعايش الناس في ما بينهم يقتضي الاتفاق على منح الحياة معنى واحداً، في حين أن لا وجود لحياة واحدة يمكن اكتشافها الطريقة الغربيّة في ربط الناس بعضهم ببعض، وذلك يطرح معنى يُفرض على الجميع. إن القانون هو النص الذي تكتب فيه معتقداتنا الأساسية أي قوة الاعتقاد في معنى الكائن البشري، وفي سلطة القوانين، أو في قوة العهد. وبما أن القانون ليس تعبيراً عن حقيقة منزلة أو اكتشاف علمي، فإنه يلوح بمثابة تقنية بإمكانها أن تخدم غايات متنوعة ومتغيرة، سواء كان ذلك في تاريخ الأنظمة السياسية أو تاريخ العلوم والتقنيات؛ ولكنها تقنية الممنوع التي تضفي على علاقات كل فرد بغيره وبالعالم، معنى مشتركاً يتجاوزه ويلزمه. إن كل واحد منّا بحاجة فعلاً إلى أن يطمئن لوجود نظام كي يمنح حياته وعمله معنى.

مناقشة الكتاب    تحميل الكتاب    

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *