تحميل كتاب عصر الاضطراب ؛ مغامرات في عالم جديد pdf

وصف الكتاب

كتاب عصر الاضطراب ؛ مغامرات في عالم جديد pdf تأليف آلان جرينسبان.

يعترف آلان جرينسبان في كتابه (عصر الاضطراب: مغامرات في عالم جديد) أن الديناميكية التي تحدد الرأسمالية تلك الخاصة بمنافسة السوق غير المتسامح، تتصادم مع الرغبة الإنسانية في الاستقرار واليقين، بل إن ما هو أهم من ذلك أن شريحة كبيرة من المجتمع تشعر بإحساس متزايد بالظلم بشأن توزيع مكافآت الرأسمالية، فالمنافسة وهي أكبر قوي الرأسمالية، تخلق القلق لدينا جميعا. وأحد مصادر القلق الرئيسية هو الخوف المزمن من فقدان العمل، والمصدر الآخر هو ذلك القلق العميق النابع من الاضطراب الدائم الذي تحدثه المنافسة في الوضع القائم وأسلوب المعيشة الجيد أو السييء الذي يستمد معظم الناس منه السلوى.

ويضيف أن الرأسمالية تخلق لعبة شد الحبل داخل كل منا، فنحن بالتناوب ذلك المستثمر الجرئ وذلك الشخص الكسول الذي يفضل بطريقة لا شعورية الضغط العصبي الأقل تنافسا للاقتصاد حيث للمشاركين جميعا دخول متساوية، ومع أن للمنافسة ضرورية للتقدم الاقتصادي، فأنا شخصيا لا يمكنني الاستمتاع بالعملية باستمرار.

ينقل آلان جرينسبان في كتابه ما تعلمه طوال حياته: في أعقاب الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 مباشرةً، وفي عامه الرابع عشر كرئيس لبنك الاحتياط الفدرالي، شارك جرينسبان في جهد جماعي شديد الهدوء لضمان ألا تتعرض أمريكا لانهيار اقتصادي وتأخذ بقية العالم معها. وكان هناك سبب وجيه للخوف من أسوأ الأمور؛ فقد كان انهيار البورصة الذي حدث في عام 1987 بعد أسابيع فحسب من توليه منصبه أقرب بكثير عما هو معروف بصورة عامة الآن إلى تجميد النظام المالي وإثارة الفزع المالي الحقيقي. ومع ذلك فإن أبرز ما حدث للاقتصاد بعد الحادي عشر من سبتمبر هو… لا شيء. فما كان يمكن أن يعني في الأيام السابقة صدمة تصيب النظام بالشلل قد جرى استيعابه بسرعة تبعث على الدهشة. وأظهر ذلك أننا نعيش بحق عالمًا جديدًا، ليس للمرة الأولى وليس للأخيرة.

إن الكتاب بحث لا مثيل له لطبيعة هذا العالم الجديد يقدمه آلان جرنسبان من خلال تجاربه في غرفة قيادة الاقتصاد العالمي لفترة أطول وعلى نحو أعظم أثرًا من أية شخصية حية أخرى. وهو يبدأ روايته في ذلك الصباح من يوم الحادي عشر من سبتمبر، إلا أنه يقفز عائدًا بعد ذلك إلى طفولته ويتتبع رحلة حياته المميزة من خلال أكثر من ثمانية عشر عامًا في منصبه كرئيس لبنك الاحتياط الفدرالي منذ 1987 إلى 2006 خلال فترة التغير الذي أحدث تحولاً.

يعرض آلان جرينسبان قصة حياته وعينه في المقام الأول على معاملة ذلك القدر غير العادي من التاريخ، الذي عاش تجربته وشكَّله، معاملة تتسم بالعدل والإنصاف. إلا أن هدفه الآخر هو أن يجتذب القراء على طول منحنى التعلم نفسه الذي سار هو عليه، وذلك كي يطلعوا على فهمه للديناميكيات الأساسية التي تحرك أحداث العالم. وفي النصف الثاني من الكتاب، حيث يعود بنا جرينسبان إلى الحاضر ويسلحنا بالأدوات كي نتتبعه قُدُمًا، يبدأ استعراضًا عامًا رائعًا للاقتصاد العالمي. وهو يكشف قضايا النمو الاقتصادي الكلية، ويبحث بدقة حقائق بعينها على الأرض في كل بلد ومنطقة من بلدان العالم ومناطقه الرئيسية، ويوضح إلى أين تنطلق خطوط اتجاهات العولمة. وسوف يكون quot;عصر الاضطرابquot;، باعتباره تركيزًا لحكمة ومعرفة عميقة ببواطن الأمور على امتداد الحياة في تعبير رائع عن نظرة كلية متماسكة، ميراث آلان جرينسبان الشخصي والفكري.

ويتعرض جرينسبان للتجارب الاقتصادية الكبري في الصين واليابان والهند وآسياrlm;(rlm; النمور الآسيويةrlm;)rlm; متوصلا إلي عدة خلاصاتrlm;,rlm; فبشأن الصين يقولrlm;: rlm;ليس لدي شك في أن الحزب الشيوعي الصيني يمكنه الحفاظ علي النظام الاستبدادي شبه الرأسماليrlm;,rlm; والمزدهر نسبيا لبعض الوقتrlm;,rlm; ولكن بدون صمام الأمان السياسي الخاص بالعملية الديمقراطيةrlm;,rlm; أشك في النجاح طويل المدي لهذا النظامrlm;,rlm; وسوف تكون للطريقة التي تتطور بها تلك الخيارات دلالات عميقة ليس بالنسبة للصين فحسبrlm;,rlm; بل كذلك بالنسبة للعالم بصفة عامةrlm;.rlm;

وإذا كانت توقعات جرينسبان الخاصة بالقارة الأوروبية غير واضحةrlm;,rlm; فإنه يبدو حاسما إلي حد ما بشأن اليابان التي يري أن مستقبلها الديموغرافي يبشر بقدر أقل من الخير مقارنة بمستقبل أوروبا الديموغرافيrlm;,rlm; ويري آخرون ـ طبقا لجرينسبان ـ أن اليابان سوف تخسر مكانتها باعتبارها ثاني اقتصاد في العالمrlm;,rlm; بينما يؤكد أن الهند سوف تتمتع بقدرة كبيرةrlm;,rlm; إن هي أنهت تبنيها للاشتراكية الفابية الموروثة من بريطانياrlm;,rlm; وقد فعلت في خدمات التكنولوجيا الفائقة عالية المستويrlm;,rlm; ذات التوجه التصديريrlm;.rlm;

ويذكر أنه من بين التحديات التي تواجهها قيادة أمريكا للاقتصاد العالمي هو ذلك التحدي الذي يجعل الصين كثيرة السكان المنافس الرئيسي في عامrlm;2030,rlm; وقد شرعت في نهضة ملحوظة عندما غيرت نفسها علي نطاق واسع وتبينها لمنافسة السوق الحرة في الزراعة أولا ثم الصناعةrlm;,rlm; وأخيرا في انفتاحها علي التجارة والتمويل العالميينrlm;.rlm;

ويقدم جرينسبان تعريفا موجزا للبنك الذي يضم 21 فرعا في أميركا قائلا انه ”مسؤول عن نظام الدفع الإلكتروني الذي يحول أكثر من أربعة تريليونات دولار يوميا من النقود والاوراق المالية بين البنوك في أنحاء البلاد (الولايات المتحدة) وجزء كبير من سائر بلدان العالم”.

ويقول جرينسبان إنه بعد 11 سبتمبر كانت الأزمات الاقتصادية المحتملة جميعها شديدة الوضوح. وكانت أسوأها انهيار النظام المالي، وهو ما ظننت أنه غير مرجح إلي حد كبير. فبنك الاحتياط الفيدرالي مسئول عن نظام الدفع الالكتروني الذي يحول أكثر من 4 تريليونات دولار يوميا من النقود والأوراق المالية بين البنوك في أنحاء البلاد وجزء كبير من سائر بلدان العالم. كنا نظن باستمرار أنه إذا أراد أحد إعاقة الاقتصاد الأمريكي فعليه بتدمير أنظمة الدفع. إذ سوف تجبر البنوك علي اللجوء إلي التحويلات المالية غير الكفء. وسوف تلجأ الأعمال التجارية إلي المقايضة وإقرارات الدين: سوف يهوي مستوي النشاط الاقتصادي في أنحاء البلاد كالحجر.أمضي جرينسبان معظم الأيام التالية في مراقبة علامات أي بطء اقتصادي شديد.

كانت التأثيرات الأولية للحدث أن الناس في أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية توقفوا عن انفاق أموالهم علي كل شيء ما عدا الأصناف التي تشتري استعدادا لهجمات أخري، كما زاد الإقبال علي علي شراء وثائق التأمين، وانخفض الإنفاق علي السفر والترفيه وصناعة المؤتمرات.

أيضا توقف شحن الخضراوات الطازجة من الساحل الغربي للساحل الشرقي بسبب تعليق الشحن الجوي، كما تباطأ تدفق أجزاء السيارات من وندسور وأونتاريو إلي مصانع دترويت من خلال المعابر النهرية، مما دفع شركة فورد موتور لإغلاق خمسة من مصانعها بشكل مؤقت.

وامتلأت الصحف في الأيام التالية للهجمات بأخبار عن كل أنواع الاستغناء عن العاملين.لكن مع يوم 17 سبتمبر نجحت سوق نيويورك للأوراق المالية في إعادة فتح أبوابها، كما استرد نظام الدفع بالشيكات عافيته، ولم تتداع البورصة، وبدأ الاقتصاد الأمريكي يصحح نفسه ويستعيد عافيته بعد شهر واحد فقط، وبحلول ديسمبر كان الاقتصاد ينمو من جديد. لكن كيف تم هذا؟

يوم الجمعة 14 سبتمبر وافق الكونجرس علي تخصيص مبلغ مبدئي للطوارئ مقداره 40 مليار دولار، كما وافق علي مشروع قانون لإنقاذ النقل بمبلغ 15 مليار دولار، وتم ضخ مبلغ 100 مليار دولار في الأقتصاد، وخفض بنك الاحتياط الفيدرالي أسعار الفائدة كي ييسر علي الناس الاقتراض والانفاق.

ان هجمات 11 سبتمبر أدت مباشرة الى زيادة الطلب على إعانة البطالة حيث بلغت في الأسبوع الثالث من الشهر 450 ألف بزيادة قدرها حوالي 13 % عن مستواها في أواخر شهر أغسطس، وفي أواخر أكتوبر ازداد عدد طلبات إعانة البطالة إذ تقدم 517 ألف شخص آخر للحصول علي إعانة البطالة، لكن البنك رأى أن يخفض أسعار الفائدة لكي ييسر على الناس الاقتراض والإنفاق وهكذا عاد الاقتصاد الأميركي بعد نحو شهرين للنمو هذا دليل على ”حقيقة مهمة إلي حد بعيد وهي أن اقتصادنا أصبح على قدر كبير من مقاومة الصدمات”.

وبكثير من الوضوح وبعض الأسى اعترف الان بأن الحرب التي شنتها بلاده العام 2003 لإسقاط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين كانت ”من أجل النفط” بغض النظر عن الأسباب المعلنة. وضرب أمثلة بحروب النفط العالمية التي كانت إيران العام 1951 ومصر العام 1956 مسرحين لها ليقول انه بغض النظر عن قلق بريطانيا وأميركا ”المعلن بشأن أسلحة الدمار الشامل الخاصة بصدام حسين.. يحزنني أنه ليس من المناسب سياسيا الاعتراف بما يعرفه الجميع وهو أن حرب العراق كانت الى حد كبير من أجل النفط”.

ويسجل جرينسبان مقولة الرئيس الأميركي جورج بوش: ادماننا للنفط هو الذي يجعل مستقبل منطقة الشرق الأوسط اعتبارا أكثر أهمية في أي توقع طويل المدى للطاقة قائلا إن أي أزمة نفطية تشكل ضررا بالغا بالاقتصاد العالمي.

وذكر جرينسبان أن ارتباط اهتمام الدول الكبرى القوي بالشئون السياسية بالشرق الأوسط إنما هو بسبب تحقيق أمنها النفطي.وضرب أمثلة لذلك، مذكّرًا بالموقف الدولي من قيام رئيس الوزراء الإيراني محمد مصدق بتأميم شركة النفط الأنجلو أمريكية سنة 1951.

و يتعرض آلان جرينسيان للعلاقات الأميركية السعودية حيث اكتشفت شركة ستاندارد أويل أوف كاليفورنيا (شيفرون فيما بعد) النفط في الرمال السعودية العام 1983 طبقا لامتياز حصلت عليه العام 1933 ومنذ اللقاء الشهير بين الرئيس فرانكلين روزفلت بالملك عبد العزيز بن سعود على ظهر السفينة الأميركية كوينسي في فبراير من العام 1954 والعلاقات وثيقة ”ويوضح أنه منذ العام 1992 أصبحت السعودية ”أكبر منتج للنفط في العالم” كما ظلت الولايات المتحدة كالعادة أكبر مستهلك في العالم.

آلان جرينســبان

وُلِد آلان جرينسبان في عام 1926 ونشأ في حي واشنطن هايتس بنيويورك. وبعد دراسة الكلارينيت في جوليار وعمله كعازف محترف حصل على البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في الاقتصاد من جامعة نيويورك. وفي عام 1954 أسس شركة الاستشارات الاقتصادية quot;تاونسند وجرينسبان وشركاهماquot;. وفي الفترة من 1974 إلى 1977 عمل رئيسًا لمجلس المستشارين الاقتصاديين عهد الرئيس جيرالد فورد. وفي عام 1987 عينه الرئيس رونالد ريجان رئيسًا لمجلس إدارة بنك الاحتياط الفدرالي، وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى تقاعده في عام 2006.

 

 تحميل الكتاب   قناتنا على تيليجرام  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *