تحميل كتاب ع غ تتفرس pdf لـ غادة السمان

حول الكتاب
“الثلج يغلي في الدرب الضيقة الخطرة. يغلي في الوديان السحيقة على جانبي الطريق. يغلي بين شجر الأرز والغابات الشاسعة ويغلي على قرميد القرية الموشومة في صدر الجبل. يغلي على صفحة عيني… كل شيء جميل، جميل يثير الرغبة في الامتلاك ثم الشعور بالعجز ثم بالبكاء وربما الكتابة… الطبيعة هنا جبارة حتى الخلق وحتى التدمير… رائعة تشف عن الأبدية… في مثل هذا المكان العظيم لا يمكن إلا أن يولد فنان عظيم… ويكفي أن يستحيل شاشة يرتسم فوقها هذا كله… لوحة زرقاء كتب عليها “بشري” تأملتها غير مصدقة أثني وصلت بسلام بعد ساعة من انزلاق عجلات سيارتي فوق الثلج. أمام دار عتيقة توقفت دار عتيقة وصغيرة، ولا يميزها عن بغية بيوت القرية، سوى لوحة في مدخلها، كتب عليها: بيت جبران خليل جبران… ثم تمثال أسود في الباحة لوجه وسيم وحزين… وجه جبران… هذه داره… هنا ولد “المجنون” وعاش طفولته الأولى… وأنا ألتقط صورته كدت أطلب منه ألا يتحرك (من التمثال لا من الحارس) فقد خيل إليّ أنه وجه حي لإنسان محكوم أبداً بالحزن… فهو منصوب على مرتفع، وعيناه تواجهان ساحة القرية… تريان كل شيء… أذناه تسمعان كل شيء… ولك شيء ما زال كما كان منذ ولد هنا… الجهل والاستغلال وكل ما وقف طيلة عمره ليحاربه… إذ بعد يوم واحد من بشري خرجت مقتنعة أن هذا التمثال يبكي في الليل طويلاً طويلاً ويصمت… ماذا تبقى من جبران في قريته “بشري”؟ متحف ومقبرة ماذا تبقى منه في عقول أهل القرية… وإلى أي حد نفذت كلماته إلى قلوبهم ونفوسهم وضمائرهم؟ هذا ما وجدته خلال يومي اليتيم في القرية الجميلة المزروعة بالثلج والأطفال… وإلى بعض التفاصيل… “جولة فكرية في رحاب الأدب والأدباء والحياة هي حصيلة غادة السمان التي أودعتها في طيات كتابها.ع.غ تتفرّس” وتحمل هذه الجولة في ثناياها مسحات نقدية تشمل الكلمة والإنسان ساقتها بأسلوبها الممتع الشيّق، وبمعانيها البعيدة عن السطحية والمفرقة بالعمق.

مناقشة الكتاب    تحميل الكتاب    

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *