تحميل كتاب سقوط الموصل : العراق ومحصلة الأعباء الداخلية والخارجية pdf لـ كرار أنور البديري

 

BORE02 1703

 كتاب سقوط الموصل : العراق ومحصلة الأعباء الداخلية والخارجية


المؤلف                    :  كرار أنور البديري

اللغة                       : العربية

دار النشر                :دار دجلة

سنة النشر             : 2016

عدد الصفحات        :   229

نوع الملف              : PDF

وصف الكتاب
لقد مثل سقوط مدنية الموصل في العاشر من حزيران ٢٠١٤ بيد تنظيم داعش صدمة للمراقبين والمتابعين والمهتمين في الشأن العراقي، حتى اخذ الكثير منهم بالتفسير المؤامراتي لمعرفة أسباب هذه الحادثة، من هنا يُشكل كتاب “سقوط الموصل: العراق ومحصلة الأعباء الداخلية والخارجية للدكتور كرار أنور البديري المتخصص في الشؤون الاستراتيجية والدولية، أول مساهمة بارزة في هذا الشأن تكشف عن الأسباب الموضوعية التي أدت إلى سقوط الموصل، حيث يرى الباحث إن هذه الحادثة لم تكن لسبب واحد يمكن أن نعزو له كل افتراضاتنا، فهناك الكثير من الأسباب التي أسست لسقوط مدينة الموصل وغيرها من المدن العراقية بيد تنظيم داعش، فهي أسباب متراكمة ولاتزال، ولا يمكن أن تبتعد عن الأسباب السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية، هذا إذ ذهبنا إلى الداخل العراقي، ولكن إذا ما ابتعدنا قليلاً عن الداخل فسنجد أن هناك أسباب وعوامل إقليمية متراكمة على العراق قبل وبعد عام 2003، أما اذا تنحينا جانباً عن الأسباب الإقليمية واتسع الأفق اكثر سنجد أسباباً دولية تكاد لا تبتعد عن الولايات المتحدة الأمريكية وطبيعة علاقاتها مع العراق بعد جلاء قواتها نهاية العام 2011. أما على المستوى الإقليمي؛ فذهب الباحث إلى القول إن الأمن الداخلي، في ظل العولمة والإرهاب يخضع لميكانزمات التفاعلات الإقليمية والدوليةـ فاليوم إشكالية الأمن مرهونة بقدرة هذا الطرف أو ذاك في اتساع علاقاته وكسب الأصدقاء وتحييد الأعداء، ولكن يرى إن العراق في الفترة التي سبقت سقوط الموصل كان مستثنى- ولايزال- من هذه اللعبة، بسبب غياب استراتيجية واضحة يرتكن اليها في إدارة شؤونه الخارجية، وإنما الاعتماد على المواقف اللحظية ورادات الفعل العاطفية. وليس من المستبعد إن ما يدور اليوم في العراق بعد سقوط الموصل هو من نتاج تلك التفاعلات الدولية والإقليمية مضاف اليها الأسباب الداخلية. وكان جلَّ اهتمام الباحث على المستوى الإقليمي يصب في أن ما يجري في العراق هو انعكاس لصراع إقليمي، انطلاقا من رؤية مفادها، إن البيئة الإقليمية المحيطة بالعراق تتسم بأنها شديدة التعقيد والتأثير في آن، لاسيما وأن النظام الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط يتصف بأنه نظام غير مستقر يسوده غياب التفاهم والتعاون والرغبة في تغيير المواقف بين القوى الفاعلة فيه، ناهيك عن ما يحوزه هذا النظام من مدركات تذهب إلى الحد من دور العراق في بيئة إقليمية كهذه، وما يتبادر هو كيف أثرت هذه البيئة الإقليمية على العراق وادت إلى زيادة عدم الاستقرار فيه وصولاً حتى سقوط الموصل. أما على المستوى الدولي فبالرغم من استمرار ادعاء الولايات المتحدة الأمريكية في محاربة الإرهاب، إلا أنها لا تعير أهمية لمحاربته إذا لم تتطلب مصالحها ذلك، وطالما أن العراق بعد الانسحاب الأمريكي لم يعد يتماهى كما هو متوقع له مع المصالح الأمريكية، يصبح الإرهاب سبيلاً لتذكيره ويصبح الأمن سبيلاً لتوفيره، ولكن بالتصدير مقابل ضمان المصالح ورعايتها. وهذا ما يفيد بفشل فرضية إن الحرب على الإرهاب تجعل العالم أكثر استقراراً. فقد أصبح الإرهاب عامل لرعاية المصالح مقابل تصدير الأمن. وكأنما الإرهاب يخدم المصالح الأمريكية بصورة غير مباشرة. إذ إن حتمية وجوده أصبحت تستدعي التدخل الأمريكي لمحاربته، والحالة العراقية خير تجربة. وتناول الباحث في الكتاب هذه العوامل بشيء من التفصيل لسبر أغوار التراكمات الداخلية والخارجية وكيف أدت بمجملها إلى سقوط الموصل، ناهيك عن تناوله الإصلاح الحكومي ودوره في ضمان الأمن الداخلي للبلاد، مع إيضاح المعوقات التي تعترض سبيل هذا الإصلاح، والتركز على ما تتطلبه هذه اللحظة التاريخية من العودة إلى الذات ولم الشمل لتأسيس مرحلة من الركون إلى الداخل العراقي والسعي نحو تمكينه، لإدخاره كقوة يمكن بذلها بالخارج بما يتناسب ومصلحة الدولة وأسس البناء. وقد توصل الباحث إلى أن سقوط الموصل لم يكن نتيجة أساسية لفشل المؤسسة العسكرية فيحسب وتقاطع الأرادات السياسية الداخلية فحسب، بل أن هذا السقوط يعد نموذجا ومثالا يجب الاعتبار به لتقاطع الأرادات الإقليمية والدولية في العراق، وهذا الأمر يفرض على العراق أن يحث الخطى في الإصلاح السياسي وأن يدرك حكومة وشعبا أن العراق طالما ينتابه الضعف فإنه ستكون هناك حوادث متشابهة لحادثة سقوط الموصل وإن كانت غير متماثلة، وعليه فإن العراق لا سبيل أمامه سوى أن يدرك في ظل هذه المرحلة الحالية ما الهوية التي يجب أن تخدم الديمقراطية في العراق، وأن تؤسس لعملية بناء دولة ناجعة وقادرة على امتلاك القوة وتوفير الأمن والسلام للشعب العراقي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *