كتاب الموجز في علم الآثار |
عنوان الكتاب: الموجز في علم الآثار
المؤلف: الدكتور علي حسن
المترجم / المحقق: غير موجود
الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب
الطبعة: 1993 م
عدد الصفحات: 199
حول الكتاب
دراسة الآثار القديمة من أبنية وتحف دراسة لم يعرفها الأقدمون، ولم يهدفوا إليها، بل هي ثمرة من ثمرات المدينة الأوروبية الحديثة.وقد ظهرت أولى خطوات هذه الدراسة في أول الأمر في جمع التحف المختلفة التي خلفتها الأجيال السابقة.لقد كانت المتاحف غير معروفة حتى وقت قريب، ولكن في العصر الفاطمي قام الخليفة المستنصر بالله والذي كان يعيش في القاهرة إبان القرى الحادي عشر الميلادي بإنشاء أول متحف أثري في العالم.والغريب أنه قد توفرت في هذا المتحف أهم خصائص المتاحف الأثرية كما نعرفها اليوم، والاختلاف الوحيد هو أن الغرض من إنشائه كان للمباهاة والافتخار.ولم تعرف أوربا المتاحف إلا بعد ذلك بحوالي خمسة قرون أي قبيل القرن السادس عشر الميلادي خلال عصر النهضة الأوربية، وأخذوا ينظرون إلى آثار وحضارة اليونان والرومان نظرة إعجاب وتقديس، حيث إن هذه الحضارات بالنسبة لهم كانت أصل الحضارة الغربية والمنهل الذي يغترفون منه ويسيرون على هديه.وإبان الثورة الفرنسية أصبحت قصور الملوك والأشراف بما حوته من تحف أثرية ملكا للشعب، وأصبح قصر اللوفر بما فيه من تحف نفيسة جمعها ملوك فرنسا من كل أنحاء العالم خلال العصور المختلفة متحفا ضخما يرتاده الزوار.وخلال القرن الماضي وأوائل هذا القرن بالذات بدأت الخطوة الثانية من دراسة الآثار، إذ أخذ فريق من العلماء الأوربيين يهتمون بالبحث في التراث القديم، فولد بذلك علم الآثار بين جدران المتاحف، ثم اتسعت دائرته فشملت دراسة المباني الأثرية القديمة، ثم زادت اتساعا فاتجه العلماء إلى التنقيب والحفر عن آثار الماضي في كثير من بلدان العالم، وخاصة بلاد الشرق القديم، وذلك لإيمانهم بأن الآثار هي المصدر الأول والمعين الأصيل الذي ينبغي أن يرده المؤرخ فيستقي منه أنقى عناصر المعرفة وأصدق صورها التي تعينه على دراسة ألوان الحياة القديمة في نواحيها المختلفة، ذلك لأنها عاصرت الأحداث، فأشركها القدماء عن قصد – أو غير قصد – في تخليد حضارتهم.ولكنها في الوقت نفسه مصادر بالغة الصعوبة. حافلة بالمشقات، فالآثار كثيرة ومتنوعة بل ومشتتة أيضا، ولا يزال الكثير منها مدفونا في باطن الأرض، يقتضينا الوصول إليه كثيرا من الجهد والعمل ومزيدا من الصبر، كما يقتضينا العثور على الآثار، إعادة النظر دائما في معلوماتنا وآرائنا وأسلوب الحفر الذي نقوم به.هذا بالإضافة إلى قلة ما بين أيدينا من تراث بعض العصور المظلمة، مما يجعل تسلسل الأحداث والتطور الحضاري تتخللها فجوات وثغرات.إن ما احتفظت به الأيام من تراث وآثار قد بهر شعوب العالم الحديث وخاصة أهل العلم والمعرفة وعشاق الفنون بل والباحثين أنفسهم المتخصصين في هذا الميدان لنهم يجدون كثيرا من الشواهد التي تثبت تأثير علم الآثار في ميدان المعرفة والحكمة والعلوم الأساسية والإنسانية.ونحن هنا نعرض لموضوع صعب لم يعرض له الكتاب والمؤرخون في تاريخ الشعوب إلا بعد دراسات عميقة، ثم دقيقة مضنية في آن معا، دراسات اقتضتهم كثيرا من الجهد والصبر وطول التجارب النظرية والعملية واستمرار المقارنة والمراقبة، والسهر والعرق.لقد حاولنا أن نفيد شاكرين من جهود من تقدمونا ونفعونا بعلمهم وتجاربهم كل في تخصصه، فهم في هذا المجال أصحاب السبق وأهل الفضل.وستكون تجاربهم – مهما اختلفت ألوانها – مفيدة نافعة، لأنها أنارت أمامنا السبيل في ميدان ليس من اليسير أن نعالج فيه بحوثنا بغير مزيد من التجارب النظرية عامة والعلمية خاصة.ولعل أقصى ما يمكن أن يفيد الإنسانية من دراسة الآثار هو التمتع بما ترى في فعال الأجيال الماضية المختلفة من تشابك وتلاؤم وتصادم، وما يمكن أن يكون لذلك من أسباب ونتائج قد يفيد منها رجل الحرب وصاحب السياسة ورجال الدين، قد يفيد منها الإنسان عامة في الإحاطة بتطوره في المجتمع خلال عصور التاريخ المختلفة في كثير من الزمان والمكان.
تم
Make a more new posts please 🙂
___
Sanny