كتاب المسألة الثقافية : من أجل بناء نظرية في الثقافة
المؤلف : زكي الميلاد اللغة : العربية دار النشر : المركز الثقافي العربي سنة النشر : 2005 عدد الصفحات : 256 نوع الملف : PDF |
والغاية من ذلك هي محاولة تشريح فكرة الثقافة وتفكيكها، وفهم منطقها الداخلي، وفحص حكمتها وفلسفتها، والتعرف على وظائفها وأدوارها، حتى تتجلّى لنا هذه الفكرة بصورة واضحة وبيّنة.
وأما أطروحة هذا الكتاب فإنها تتحدد بشكل أساس في الفصلين الأول والأخير، ففي الفصل الأول تتحدد في محاولة تفسير لماذا لم نتعرف على فكرة الثقافة منذ وقت مبكر؟ ولماذا بقيت الثقافة عندنا في إطارها اللغوي الذي كانت عليه، ولم تتحول إلى مرحلة المفهوم بدلالاته المركبة؟ ولماذا بقينا من دون فكرة أو نظريّة في الثقافة؟.
وفي الفصل الأخير، تتحدد الأطروحة في ضرورة البحث عن السبيل لإكتشاف فكرة الثقافة، والعمل على بناء نظريّة في الثقافة من داخل مرجعيتنا ومنظومتنا وتراثنا، وإستناداً على منطق الإجتهاد لبذل أقصى أنواع الجهد، وإستفراغ كل ما في الوسع من طاقة وقدرة وملكة لتحقيق ما نطلبه ونصبو إليه.
ولإكتشاف فكرة الثقافة كان لا بد في تقديري من فحص كل المعاني والدلالات التي هي من مكونات فكرة الثقافة وإختبارها، هذا من جهة. ومن جهة أخرى إننا بحاجة إلى أن نبلور لنا سياقاً معرفياً يكون بمثابة تاريخ ممتد للثقافة، تتجلى الثقافة فيه بصورها ودلالاتها وإشاراتها ورموزها، حتى نستطيع أن نكوّن فهمنا المستقل للثقافة.
وفي خاتمة الكتاب دعوة للإستفادة من كل المعاني والدلالات والتعريفات التي تدور حول الثقافة وتتصل بها، وذلك في إطار ما يسمى بفلسفة الثقافة، وعلى ضوء هذه الفلسفة لسنا بحاجة إلى الإنشغال بتعريف الثقافة الذي ليست له نهاية، حيث بات من الصعب التوافق على تعريف محدد لها، حيث لن تكون هناك ثمرة حقيقية لهذا النوع من الإشتغال، إذ تبقى الثمرة الحقيقية في الإستفادة من كل التعريفات المطروحة للثقافة، وهذا ما تدعونا إليه فلسفة الثقافة.
والمقصد النهائي من هذا العمل هو محاولة إعتبار أنّ الثقافة تمثّل قوة وطاقة وتخلقاً وروحاً، لا بدّ من التخلّق بها، والإستناد إليها في مواجهة أكبر وأعظم مشكلة مستعصية في الأمة، وهي مشكلة التخلّف بكافة صورها وأنماطها، وسعياً نحو التمدن والتحضر بعيداً عن التبعية والإستلاب.