كتاب إشكاليات القراءة وآليات التأويلالمؤلف : نصر حامد أبو زيد اللغة : العربية دار النشر : المركز الثقافي العربي سنة النشر : 1996 عدد الصفحات : 275 نوع الملف : PDF |
يحتوي المحور الأول على دراستين: أولاهما هي: “الهرمنيوطيقا ومعضلة تفسير النص” وتتناول هذه الدراسة بالتحليل والشرح نظرية تأويل النصوص-الهرمنيوطيقا-وتاريخها في الفك الغربي الحديث بدءاً من القرن السابع عشر حين انفصلت عن مجال فهم النصوص الدينية لتصبح علماً مستقلاً بذاتها يناقش عملية الفهم وآليات التأويل والشرح. وتقوم الدراسة على أساس الانطلاق من هم ثقافي عربي وطرح أسئلة واضحة صريحة من تاريخنا الثقافي وواقعنا الفكري في نفس الوقت. أما الدراسة الثاني فهي “علم العلامات في التراث”، دراسة استكشافية. وتنطلق هذه الدراسة من معطى معرفي غربي حديث هو “علم العلامات” للبحث في التراث العربي بمعناه الشامل عن جذور وآفاق معرفية لبعض قضايا هذا العلم.
ويتضمن المحور الثاني-قراءات تجريبية-ثلاث دراسات: تتناول أولاهن المفهوم الأساسي والمحورين في علم البلاغة-مفهوم المجاز-كاشفة عن جذوره المعرفية في علم الكلام بصفة عامة ورابطة بين التصورات الدينية عن الله والعالم والإنسان وبين تصور طبيعة اللغة وعلاقته بالعالم، وبين ذلك كله وبين علم البلاغة متمثلاً في مفهوم، “المجاز”. والدراسة الثانية هي “مفهوم النظم عند عبد القاهر الجرجاني”، “قراءة في ضوء الأسلوبية”، وهي محاولة لقراءة إنجاز “عبد القاهر” البلاغي من منظور معاصر دون إغفال السياق الموضوعي التراثي الذي كان يدور فيه البحث البلاغي.
وفي الدراسة الثالثة تنتقل القراءة من مجال “البلاغة” إلى مجال “النحو” في محاولة للكشف عن آليات التأويل في كتاب سيبويه، التأويل بوصفه أداة منتجة لبناء العلم. في هذه القراءة تتكشف العلاقات الدقيقة بين “علم النحو” وبين كثير من العلوم العربية خاصة الفقه والقراءات. وتكتمل محاور الموضوع بالمحور الثالث والأخير “قراءات على قراءات” ذلك أن مشكلات القراءة، وآليات التأويل لا تنكشف بأطروحات الباحث وقراءاته فقط، بل لعلها تنكشف بشكل أكثر وضوحاً من خلال تحليل قراءات أخرى. وفي هذا المحور ناقش نصر حامد أبو زيد أولاً قراءة أدونيس للتراث كما طرحها “الذاكرة المفقودة”. في هذه القراءات على القراءات إضاءة لمنهج القراءة الذي يتبناه كاتب هذه الدراسات وتعميماً للفهم الذي يطرحه لآليات التأويل كما ينبغي أن تكون.
نبذة الناشر:
هذه الدراسة يجمعها هم فكري واحد، هو هم “إشكاليات القراءة” بشكل عام، وقراءة التراث بشكل خاص. ولأن التراث متعدد متنوع، من حيث المجالات والاتجاهات، فقد تعددت المجالات التي تتناولها هذه الدراسة بين “اللغة” و”النقد” و”البلاغة” و”العلوم الدينية”.
ولما كان التعدد والتنوع لا ينفي الوحدة في إطارها النظري العام، فقد كانت هذه الدراسة بمثابة “تجارب” جزئية متنوعة تهدف إلى اكتشاف الروابط الخفية بين مجالات الفكر التراثي وصولاً إلى وحدته. ولعل من أهم النتائج التي يمكن تلمسها من هذه الدراسات أن “التراث” منظومة فكرية واحدة، تتجلى في أنماط وأنساق جزئية متغايرة في كل مجال معرفي خاص. لم يكن سيبويه-مثلاً-وهو يضع البناء النظري والقوانين الكلية للغة العربية معزولاً عن إنجازات الفقهاء والقراء والمحدثين والمتكلمين. وبالمثل لم يكن عبد القاهر الجرجاني، ومن سبقه ومن تلاه من البلاغيين، يمارسون نشاطهم الفكري في مجال البلاغة خارج إطار علم الكلام وأصول الفقه، ناهيك بعلوم اللغة والنحو. ومن قبيل تحصيل الحاصل اليوم أن نقول أن علوم النقد والبلاغة لم تنعزل لحظة واحدة عن العلوم الدينية من كلام وفقه وتفسير.