تحميل كتاب خرائط الروح 7: العودة إلى مدن الرمل – رواية pdf المؤلف : أحمد إبراهيم الفقيه اللغة : العربية دار النشر :المؤلف سنة النشر : 0000 عدد الصفحات : 196 نوع الملف : PDF |
حول الكتاب
تأكيداً على أن موضوع الروح هو الثيمة الأساسية لمجموع روايات هذه الرواية الملحمة، من خلال مسيرة الحب والحرب التي خاضها بطل الرواية، بادئاً رحلته من صحراء الحمادة الحمراء، منتقلاً إلى عاصمة بلاده طرابلس، ثم إلى بر الأحباش ضمن جنود الحملة الإيطالية على الحبشة، ثم إلى القاهرة والصحراء الغربية خلال الحرب العالمية الثانية عائشاً تلك المفارقة التي عاشها كثير من الليبيين الذين بدأوا الحرب مجندين مع المحور يحاربون في صفوفه جيوش الحلفاء، ثم انتهوا إلى محاربين في جيش الحلفاء ضد قوات المحور، عائداً إلى وطنه وإلى وظيفة قيادية في بلاده حلاف فترة الحماية البريطانية لليبيا، ثم إلى الصحراء التي منها بدأن لتكتمل الدائرة وتنتهي أجزاء الرواية الاثني عشرية.
إنها ملحمة زاخرة بالأتراح والأفراح والأحداث الجسيمة، عاشها أبناء الجيل الذي ينتمي إليه عثمان الحبشي، حاولت الرواية تقديم أقباس منها بلغة السرد الروائي وتقنياته وجماليته، التي لا تكتفي بتسجيل الأحداث ولا تجعل ذلك هما رئيسياً لها، فمهمتها الأساسية هي خلق عالم سحري يوازي الواقع بدلاً من أن تسعى لنقله على الورق، باعتبار الفن تقطيراً للتجربة الإنسانية وليس تسجيلاً لها أو ترحيلاً لأحداثها سواء باستخدام عامل الانتقاء أو بمحاولة نقل هذه الأحداث بعجزها وبجرها إلى عالم القصة، وهي لغة لا تكتفي بالبقاء لغة وصفية نثرية. وإنما تشحن سردها بلغة الشعر وجدل الواقع والأسطورة والحقيقة والفانتازيا والحوار والمونولوج والاسترجاع من أجل أن تفلح في خلق عالم زاهر بالدلالات الفلسفية والفكرية.
“لا يكاد عثمان الحبشي يصدق أنه أخيراً عاد إلى ليبيا، وإنه لا تفصله عن طرابلس سوء مسيرة يوم واحد بالسيارة، وأن هذه الرمال الذهبية التي تلمع تحت مسقط شمس الصباح هي رمال بلاده، وهذه الجبال التي تحدها على مدى الأفق هي جبالها، وهذه الأودية الجافة التي تشق الأرض وتصنع لنفسها طريقاً بين الكثبان هي أوديتها وما ينبثق فيها من أشجار سدر وبطوم وجداري واثل ورتم هي أشجارها، هذه الخيام بدورها، وهي أغنامها وجمالها، وطيور القطا التي جاءت وحطت وسط المعسكر تلتقط الماء وفتات الطعام بمناقيرها الحمراء، هي طيورها، وهذا النهار الربيعي هو نهارها وشمسه النحاسية هي شمسها، وهذا الهواء الذي يهب بارداً من عمق البوادي هو هواؤها.. ليبيا أخيراًً.. ما أكثر ما داعبت عينيه أطيافها، وشغلت نومه ويقظته رؤى العودة إلى أفيائها، ليملأ رئتيه حقاً من هذا الهواء، المضمخ بأنفاس أجداده الذين درجوا فوق أرضها وتوارثوا الإقامة فيها جيلاً بعد جيل، وأضحت عظامها أوتاداً تشده إليها.
إنها ملحمة زاخرة بالأتراح والأفراح والأحداث الجسيمة، عاشها أبناء الجيل الذي ينتمي إليه عثمان الحبشي، حاولت الرواية تقديم أقباس منها بلغة السرد الروائي وتقنياته وجماليته، التي لا تكتفي بتسجيل الأحداث ولا تجعل ذلك هما رئيسياً لها، فمهمتها الأساسية هي خلق عالم سحري يوازي الواقع بدلاً من أن تسعى لنقله على الورق، باعتبار الفن تقطيراً للتجربة الإنسانية وليس تسجيلاً لها أو ترحيلاً لأحداثها سواء باستخدام عامل الانتقاء أو بمحاولة نقل هذه الأحداث بعجزها وبجرها إلى عالم القصة، وهي لغة لا تكتفي بالبقاء لغة وصفية نثرية. وإنما تشحن سردها بلغة الشعر وجدل الواقع والأسطورة والحقيقة والفانتازيا والحوار والمونولوج والاسترجاع من أجل أن تفلح في خلق عالم زاهر بالدلالات الفلسفية والفكرية.
“لا يكاد عثمان الحبشي يصدق أنه أخيراً عاد إلى ليبيا، وإنه لا تفصله عن طرابلس سوء مسيرة يوم واحد بالسيارة، وأن هذه الرمال الذهبية التي تلمع تحت مسقط شمس الصباح هي رمال بلاده، وهذه الجبال التي تحدها على مدى الأفق هي جبالها، وهذه الأودية الجافة التي تشق الأرض وتصنع لنفسها طريقاً بين الكثبان هي أوديتها وما ينبثق فيها من أشجار سدر وبطوم وجداري واثل ورتم هي أشجارها، هذه الخيام بدورها، وهي أغنامها وجمالها، وطيور القطا التي جاءت وحطت وسط المعسكر تلتقط الماء وفتات الطعام بمناقيرها الحمراء، هي طيورها، وهذا النهار الربيعي هو نهارها وشمسه النحاسية هي شمسها، وهذا الهواء الذي يهب بارداً من عمق البوادي هو هواؤها.. ليبيا أخيراًً.. ما أكثر ما داعبت عينيه أطيافها، وشغلت نومه ويقظته رؤى العودة إلى أفيائها، ليملأ رئتيه حقاً من هذا الهواء، المضمخ بأنفاس أجداده الذين درجوا فوق أرضها وتوارثوا الإقامة فيها جيلاً بعد جيل، وأضحت عظامها أوتاداً تشده إليها.